هل بدأ الهجوم على أوباما
صفحة 1 من اصل 1
هل بدأ الهجوم على أوباما
بقي على الرئيس المنتخب حتى يصبح رئيسا حقيقيا أكثر من شهر ونصف الشهر، ومع هذا لم يكمل السعداء من العرب حفلة الاحتفاء به حيث بدأوا يكيلون له النقد، لأنه اختار يهوديا رئيسا لموظفيه، ولأنه عين هيلاري كلينتون وزيرة خارجية، ولأنه أبقى على روبرت غيتس، من وزراء بوش الحاليين، وزيرا للدفاع. الذين فرحوا كثيرا بانتصار أوباما في الانتخابات، ثم باتوا يتهمونه الآن بالصهيونية، أتخيل أنهم كانوا ينتظرون منه أن يكلف إسماعيل هنية رئيسا للموظفين في البيت الأبيض، وفاروق القدومي وزيرا للخارجية، ونعيم قاسم وزيرا للدفاع! وإلا كيف نبرر هذه الافتتاحيات الشاجبة التي تصرح بخيبة أملها في الرئيس الجديد؟ نسوا أن الرئيس الذين يحنون الى أيامه، بيل كلينتون، كان يحيط نفسه بتسعة من اليهود الأساسيين في البيت الأبيض، ومع هذا كانت مواقف حكومته آنذاك «ايجابية» في الشأن الفلسطيني، وأقل عدوانية في معالجة الموضوع العراقي. نسوا أن هيلاري هي زوجة بيل، في أيام حكم كلينتون، ولا تزال، وبالتالي كيف أصبحت اليوم تتهم بأنها محسوبة على الإسرائيليين. لا ننسى أنها جاءت مع زوجها الرئيس وابنتها تشيلسي الى غزة احتفالا بافتتاح مطار غزة، رغم اعتراضات الحكومة الإسرائيلية. المشكلة ليست في سكان البيت الأبيض، بل في المخيلة العربية التي تخلط بين عالم الواقع ودنيا الخيال. فالولايات المتحدة بلد حليف لإسرائيل، ولن يأتي رئيس، مهما كان لونه أو دينه أو طوله أو عرضه، معاديا لإسرائيل، حتى لو كان عربي الأصل. هذه حقيقة العمل السياسي في واشنطن ومقتضياتها. المأمول المعقول من الإدارة الجديدة أن تقدم حل النزاع العربي الإسرائيلي على القضايا الخارجية الأخرى، وما أكثرها. وأن تدفع كل الأطراف، بما فيها العربية والفلسطينية بينها، إلى القبول بحل تصالحي معقول وعدم الانشغال بجدل بيزنطي يضيع الفرصة. كما أن المأمول أن تساند الإدارة «إسرائيل المعتدلة» مثل الوزيرة ليفني، لا «إسرائيل المتطرفة» ممثلة في نتنياهو. نحتاج الى إسرائيل المعتدلة المتمثلة في الأحزاب والسياسيين الذين هم مستعدون للحل السلمي الشامل وتنفيذه على الأرض. وبالتالي فإن وجود شخصيات أميركية يهودية أو أخرى على علاقة جيدة مع إسرائيل ربما تساعد الرئيس أوباما على الوصول الى مثل هذه الأهداف الصعبة. لا ندري في أي اتجاه سيسير أوباما، فهو قد ينغلق على الداخل وينشغل بالأزمة المالية التي تهم المواطنين الأميركيين أكثر من كل قضايا العالم مجتمعة، أو أن يشمر عن ساعديه ويعلن عزمه على حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني السوري، وبالتالي نبدأ رحلة دبلوماسية جديدة لا أحد يدري كيف ستنتهي. إنما كل المؤشرات تقول إن أوباما سيتحاشى الطريق الذي سلكه سلفه جورج بوش، فهو يريد اختصار حضور بلاده في العراق وتوسيع حركته في اتجاه تل أبيب ورام الله ودمشق، وبالتالي علينا أن نعطي الرجل فرصة قبل أن نبدأ بالبكاء والشكوى. عبد الرحمن الراشد |
|
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2008-12-10, 05:43 من طرف alfangry
» إعدام حسنى مبارك
2008-12-08, 13:14 من طرف alfangry
» حماس وكفار قريش
2008-12-08, 07:13 من طرف alfangry
» أضرار القبلة الساخنة
2008-12-08, 06:55 من طرف alfangry
» أوروبا جنة الحالمين بالهجرة
2008-12-07, 09:09 من طرف alfangry
» تجربة فتاة مسلمة
2008-12-06, 14:43 من طرف alfangry
» وفاة الحاج مدبولى
2008-12-06, 11:34 من طرف alfangry
» مظاهرة مقطوعى الأيدى
2008-12-06, 07:46 من طرف alfangry
» حبس المدون أبو فجر
2008-12-05, 13:29 من طرف alfangry