الشرطة تقتل الشعب

وسط صراخ وعويل الأسرة قام أفراد القوة بمحاولة
إسكاتهم بالعنف وهو ما دفع عبدالرازق للديا باشا في مشادة كلامية مع قائد
القوة، وحسب شهود عيان فقد تطورت المشادة إلي اشتباك بالأيدي قام الضابط
علي إثر ذلك بإفراغ خزينة مسدسه في صدر المجني عليه ثم أمر جنوده بوضعه في
«البوكس» وحمله إلي مستشفي أسوان التعليمي لكنه كان قد فارق الحياة قبل
وصوله.

ذاع الخبر في أنحاء القرية، فتجمع أكثر من ثلاثة آلاف
مواطن أمام المستشفي وتفاقمت موجات الغضب عندما تأكدوا أن المجني عليه تم
تسجيله في الكشوف باسم «مجهول» وتسربت أنباء عن وجود نية لتلفيق القضية
لأحد المجندين الذي كان يحاول الدفاع عن نفسه بعد أن هدده المجني عليه
بالقتل بـ«سنجة».

قام الأهالي بتحطيم واجهة المستشفي واشتعلت
أحداث الشغب مما دفع سكرتير المحافظة للانتقال إلي المستشفي بدلاً من
المحافظ الذي كان مشغولاً بمؤتمر الاستثمار في المنيا، وفشل في امتصاص غضب
الأهالي فأجري عدة اتصالات بأعضاء مجلسي الشعب والشوري لمحاولة احتواء
الموقف.

لكن الموقف تأزم وقام الأهالي بإشعال النيران في إطارات
السيارات.. واشتبكوا مع قوات الأمن التي طوقت المستشفي وانهالوا ضرباً علي
أحد الضباط ويدعي «إسلام» برتبة نقيب حتي فقد الوعي وتم نقله في حالة خطرة
لغرفة العناية المركزة بالمستشفي، وقد سلم الرائد القاتل نفسه للنيابة
بناء علي تعليمات مدير أمن أسوان.

من ناحية أخري سيطر الحادث علي
الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشوري أمس، وبعد انتهاء خطاب مبارك مباشرة
تلقي ثلاثة نواب هم محمد جلال «شعب» وجابر أبو خليل «شعب» ودياب عبد الله
«شوري» اتصالات من اللواء مصطفي السيد -محافظ أسوان- واللواء مصطفي توفيق
-مدير الأمن- للحضور إلي أسوان علي الفور لتهدئة المواطنين الغاضبين.